العميد لا يعرف المستحيل
يستعد مولودية الجزائر الأحد، لمواصلة كتابة تاريخه بأحرف من ذهب، وتحقيق التأهل لنصف نهائي كأس الكنفدرالية الإفريقية لكرة القدم (الكاف) لأول مرة في تاريخه، حين ينزل ضيفا على النادي الإفريقي التونسي بملعب رادس بداية من الساعة السابعة مساء بتوقيت الجزائر، في داربي مغاربي كبير لا يقبل القسمة على اثنين.
وكان عميد الأندية الجزائرية قد فاز في لقاء الذهاب بنتيجة مفخخة (1/0) بملعب 5 جويلية الأولمبي، الهدف حمل توقيع المهاجم هشام نقاش في الدقيقة التاسعة من المباراة.
وسيكون مولودية الجزائر وفق هذه المعطيات، ملزما على تفادي الخسارة في العاصمة التونسية، بأكثر من هدفين أو التعادل مهما كانت نتيجته كأقل شيء، من أجل خطف تأشيرة التأهل إلى المربع الذهبي، لأول مرة في التاريخ، في وقت وفي حال انتهاء المقابلة بفوز النادي الإفريقي بنتيجة (1/0) (نفس نتيجة مباراة الذهاب)، فإن الفريقين في هذه الحالة سيحتكمان إلى ركلات الترجيح مباشرة لتحديد الفائز، دون لعب الشوطين الإضافيين وفق ما تنص عليه لوائح "الكاف".
وتحسبا لهذه المواجهة لا ينوي مدرب المولودية، التقني الفرنسي بيرنار كازوني إحداث تغييرات على مستوى التشكيلة الأساسية، حيث يتجه للزج بنفس العناصر التي خاضت لقاء الذهاب، ما يعني الاحتفاظ بالقائد عبد الرحمن حشود في الاحتياط شأنه شأن الدولي إبراهيم بدبودة، وتجديد الثقة في الثنائي عزي وبولخوة على الجهتين اليمنى واليسرى من الدفاع على التوالي.
ويعلق المدرب كازوني آمالا كبيرة على حارس المرمى فوزي شاوشي والمهاجم نقاش، فضلا عن ثلاثي وسط الميدان شريف الوزاني وأمادا وقراوي لصنع الفارق أمام النادي الإفريقي، على أن يعتمد على اللعب المباشر والسرعة في بناء الهجمات من أجل تشكيل خطورة على مرمى الخصم دون إهمال الجانب الدفاعي.
ويبقى أفضل سيناريو بالنسبة للمولودية في هذه المواجهة هو تسجيل هدف خلال المرحلة الأولى، ولم لا يكون أصحاب الزي "الأحمر والأخضر" السباقين لافتتاح باب التسجيل، وهذا ما من شأنه أن يزيد الضغط على لاعبي الخصم ويحبط معنوياتهم ويحد من خطورتهم.
وفي هذا السياق، اعترف المدرب كازوني بأن مقابلة اليوم ستكون صعبة جدا على فريقه، مشيرا إلى أن لاعبيه يتحلون بالعزيمة القوية من أجل صنع الفارق وإدخال الشك إلى نفوس لاعبي الإفريقي التونسي، قائلا: "المباراة لن تكون سهلة بالنسبة لنا أمام فريق قوي مثل الإفريقي، ومع ذلك فإن اللاعبين يدركون بأن لديهم فرصة طيبة لتقديم عروض كروية وإدخال الشكوك في نفوس لاعبي الأفريقي"، وأضاف: "الشيء الأكثر أهمية بالنسبة لنا أننا سنفعل كل شيء للتأهل إلى نصف النهائي.. لا يهمني الأداء بقدر النتيجة، أريد التأهل إلى المربع الذهبي".
التحكيم يشغل بال العاصميين
ويعتبر التحكيم من أكثر الأمور التي تخيف تشكيلة المولودية في هذه المباراة، ولهذا السبب فإن الطاقم الفني للفريق بقيادة كازوني ومساعده رفيق صايفي، حاول توظيف خبرته من أجل تقديم بعض النصائح للاعبين من أبرزها عدم النرفزة والتركيز على قرارات الحكم.
وسيدير مقابلة الأحد، الحكم تيري نكورونزيزا من بورندي، بمساعدة مواطنه هيرفي كاكونزي، وبرتي تيسفاغيورغيس من ارتيريا.
وفي هذا الشأن، قال متوسط الميدان أمير قراوي: "معظم لاعبي مولودية الجزائر يتمتعون بالخبرة الكافية في مثل هذه المقابلات، لقد تحدث إلينا المدرب ونحن واعون بما ينتظرنا، بلا شك التحكيم الإفريقي معروف بأخطائه، من جهتنا سنحاول قدر المستطاع التركيز خلال المواجهة على أدائنا ومحاولة إيقاف الخصم فقط، من أجل تحقيق نتيجة ايجابية والعودة بتأشيرة التأهل إلى نصف النهائي من تونس"، وتابع قائلا: "هدفنا التتويج بكأس "الكاف" وليس التأهل على حساب الإفريقي فقط، وبالتالي علينا أن نحارب فوق الميدان ونسير خطوة بخطوة دون استباق الأحداث لبلوغ الهدف المنشود".
الفريقان تحت الضغط ومدرب الإفريقي مهدد بالقتل في حال الخسار
وسيكون الضغط مفروضا على الفريقين خلال هذه المواجهة، نظرا لطبيعتها، وكذا اكتساب الفريقين لقاعدة جماهيرية كبيرة، والتي لن تقبل بالخروج من منافسة كأس "الكاف" في هذا الدور، لاسيما من جانب أنصار النادي الإفريقي الذين يطالبون برأس المدرب الايطالي سيميوني في حال خسارته، وإقصائه فوق ميدانه أمام المولودية في مباراة اليوم، ووصل الحد ببعض المتعصبين إلى تهديده بالقتل.
وقال سيميوني في آخر ندوة صحفية له قبل اللقاء: "حين ننتصر هناك من الجماهير من يعتبروننا أبطالا، وحين ننهزم يصبون غضبهم علينا، وأنا أتفهم ذلك، ولكن ما لا أتفهمه هو تعمد بعض الجماهير، والمحسوبة على النادي تهديدي أنا وعائلتي بالقتل على صفحات التواصل الاجتماعي"، وتابع: "هذه الفئة من الجماهير لا تعنيني، بل الجماهير الحقيقية للإفريقي هي التي حضرت تدريباتنا بأعداد غفيرة، وهي التي ستحضر مباراتنا ضد المولودية".
ويمكن القول أن هذه المعطيات تصب بالدرجة الأولى في مصلحة تشكيلة المدرب كازوني الذين يبقون ملزمين رغم كل شيء بأخذ الحيطة والحذر.
وكان لتأهل نادي الفتح الرباطي المغربي أمس الأول، على حساب الصفاقسي التونسي بركلات الترجيح، بملعب الطيب لمهيري بمدينة صفاقس التونسية، الوقع الإيجابي على نفسية لاعبي المولودية الذين ينوون تكرار سيناريو الفتح والإطاحة بالإفريقي بعقر الدار، ولو بركلات الترجيح.
ويواجه المتأهل من هذه المواجهة، في الدور نصف النهائي الفائز من مقابلة زيسكو يونايتد الزامبي وسوبر سبور الجنوب إفريقي، التي تلعب اليوم أيضا في مدينة ندولا الزامبية.
"الشناوة" يتنقلون بقوة ويحلمون بـ"النجمة" الثانية
شهدت العاصمة التونسية في الأيام الأخيرة توافد عدد كبير لأنصار مولودية الجزائر الذين أبوا إلا أن يتنقلوا بقوة لمتابعة هذا اللقاء من مدرجات ملعب رادس، لتشجيع أشبال المدرب كازوني وتقديم الدعم المعنوي لهم من المدرجات.
وسبق لأنصار المولودية وأن تنقلوا بقوة إلى تونس، في لقاء الجولة الأخيرة من دور المجموعات من هذه المنافسة امام الصفاقسي التونسي، وكذا في نهائي كأس شمال إفريقيا أمام النادي الإفريقي التونسي عام 2011.
ويتمنى أنصار المولودية أن يكون اللاعبون في يومهم خلال هذه المواجهة ويحققوا المطلوب منهم بأي طريقة كانت، لمواصلة الطريق نحو التتويج بـ"النجمة" الثانية، في تاريخ النادي، لاسيما وأن إدارة الفريق وفرت لهم كل الظروف المريحة ولا حجة أمامهم في حال الإخفاق.
ومعلوم أن العميد يعد أول فريق جزائري يتوج بكأس قارية، وكان ذلك عام 1976 حين توج رفقاء علي بن شيخ في ذلك الوقت بلقب رابطة أبطال إفريقيا بنسختها القديمة المسماة آنذاك بكأس إفريقيا للأندية البطلة.
إرسال تعليق