سيحاول، اليوم، مدرب مولودية الجزائر، كمال مواسة، الرمي بكل أوراقه في مباراة الكأس ضد شبيبة القبائل من خلال إقحام أحسن تشكيلة يرى فيها القدرة على زعزعة المنافس القبائلي، لإدراكه أن فريقه مجبر على الاستمرار في هذه المنافسة الشعبية التي أصبحت مع ممر الوقت الهدف الأساسي والوحيد للنادي لإنقاذ الموسم بعد أن أصبحت الشكوك تحوم حول قدرته على الفوز بلقب البطولة بالرغم من أنه بقيت للعميد ثلاث مباريات متأخرة.
ولذلك، فإن مباراة اليوم سيكون لها طابع خاص بالنسبة لكمال مواسة ولاعبيه الذين يدركون أنه ليس أمامهم خيار آخر سوى التأهل وإلا سيواجهون غضب جمهورهم الوفي، لكنه غير مستعد من الناحية النفسية لتقبل خروج تشكيلته من هذه المنافسة الشعبية التي أصبح يبني عليها كل أماله.طبيعة المباراة ونوعية المنافس ستجبران الطاقم الفني للعميد على اختيار أنسب اللاعبين لهذا الموعد، لا سيما وأن تعداد الفريق أصبح تقريبا خاليا من الإصابات بعدما تعافى كل من بوقاش، سوقار ومنصوري ودمو، حيث اندمج هؤلاء اللاعبون من جديد مع زملائهم في التدريبات ولا مناص من ضرورة إشراكهم في مباراة اليوم ضد شبيبة القبائل بالنظر إلى ثقلهم الكبير داخل التشكيلة الأساسية، وقد سعى كمال مواسة طيلة الأسبوع إلى تجهيز عناصره بدنيا لإدراكه أن المواجهة ستلعب بنسبة كبيرة على هذا الجانب خاصة في حالة ما إذا سارت المباراة إلى غاية الوقت الإضافي، فضلا عن أن مواسة دعا الجميع إلى التسلح من الناحية النفسية من خلال التحكم في الأعصاب مما سيسعفهم على تفادي ارتكاب الأخطاء الفادحة.
واعتبر مدرب مولودية الجزائر أن مباراة الكأس ضد شبيبة القبائل ستكون مغايرة عن تلك التي أجراها الفريقان مؤخرا في إطار البطولة، وأنه يدرك جيدا أن الخصم سيكون متحررا من بعض الضغوط التي يعاني منها في البطولة ولا بد على فريق العميد أن يكون يقظا من هذا الجانب حتى لا يقع ضحية المفاجآت".
وبدا كمال مواسة أكثر ارتياح بعد أن شعر أن لاعبيه تخلصوا من الضغوطات والإشاعات التي رافقت اللقاء الأخير ضد شبيبة القبائل مما سيساعدهم على الظهور بتركيز كبير قبل موعد اليوم.
وعلى عكس ما يظنه جانب كبير من جمهور مولودية الجزائر، فإن استقبال المنافسين بملعب 5 جويلية أصبح لا يطرح بالنسبة لكمال مواسة أي عائق لفريقه واستدل بالمباريات الكبيرة التي أنجزها على أرضية هذا الملعب، غير أن مواسة أقر أنه لاحظ أن منافسي العميد عادة ما يظهرون ارتياح كبير على أرضية الملعب الأولمبي وهو ما يفسر بالنسبة إليه بعض الصعوبات التي وجدتها تشكيلته في تحقيق الانتصار على خصومها، فضلا كما قال عن الأخطاء التي ارتكبها التحكيم ضدها بذات الملعب والتي أهدرت لفريقه حسبماعتقاده ما لا يقل عن سبعة نقاط كاملة.
إلا أن الذي يخيف أكثر الجمهور العريض للعميد في مباراة اليوم هو الوضعية النفسية التي يتواجد فيها الحارس الأساسي فوزي شاوشي بعدما التمس وكيل الدولة بمحكمة الشراقة في حقه سنة سجنا نافدا في القضية التي رفعها ضده أحد أعوان الأمن الذي اتهمه بالاعتداء عليه في إحدى مباريات البطولة. الوضع الجديد الذي يتواجد فيه بطل ملحمة أم درمان دفعت كثير من مناصري مولودية الجزائر إلى التساؤل عما إذا سيتعين إقحام شاوشي في هذه المباراة، لا سيما في حالة ما إذا تم التأكد من أن هذا الأخير يشعر بارتباك كبير بسبب تورطه في هذه القضية.
ويتوقع أنصار العميد توجه مدرب فريقهم إلى تطبيق خطة تكتيكية مغايرة عن تلك التي اختارها في المباراة السابقة ضد الشبيبة، فهو يدرك أكثر من أي واحد أن الطاقم الفني للمنافس يعرف الآن ضعف وقوة العميد في كثير من المناصب، ولذا سيلجأ مواسة إلى إدخال تغييرات في كيفية احتلال المناصب من قبل لاعبيه، لكن الجانب الذي سيحرس عليه مواسة أكثر هو مطالبة عناصر تشكيلته بإظهار تضامن كبير فوق أرضية الميدان، وبدون التمسك بهدا العامل، فإن مولودية الجزائر قد تخسر رهان كأس الجمهورية.
إرسال تعليق